يقوم ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة رسمية للصين تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويصادف العام الحالي الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات، حيث قال السفير الصيني لدى الإمارات إن البلدين يشهدان حاليا أفضل فترة لعلاقاتهما في التاريخ. وزار ولي العهد الصين عام 1990 برفقة الرئيس الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما زارها أيضا في أعوام 2009 و2012 و2015. وتعتبر الصين من أكبر أربعة مصادر استثمارية في دبي، وارتفعت الاستثمارات الصينية في قطاع العقارات الإماراتي بأكثر من 70% هذا العام، ونمت بنسبة 64% بين عامي 2016 و2017، واستمر النمو منذ العام الماضي حتى الربع الأول من العام الحالي. وبالإضافة إلى ذلك، سافر أكثر من مليون سائح صيني إلى الإمارات عام 2018، ونقلتهم أكثر من 150 رحلة جوية كل أسبوع بين مدن البلدين.
سفير الإمارات لدى الصين: زيارة ولي عهد أبو ظبي للصين انطلاقة جديدة للعلاقات الإماراتية –الصينية وآفاقها
تحت عنوان “العلاقات الإماراتية– الصينية والآفاق الجديدة” كتب سعادة الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية، مقالة بمناسبة قيام ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة للصين، حيث تقوم وكالة شينخوا بنشرها حصريا، وفيما يلي نص المقالة.
تستعد جمهورية الصين الشعبية اليوم لاستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “رعاه الله“، في زيارة دولة، بعد قبوله دعوة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، التي ستشهد تكريما لسموه وترحيبا بحضوره الرفيع.
وتصادف الزيارة الرابعة لسمو ولي العهد إلى الأراضي الصينية، مرور عام على استقبال دولة الإمارات العربية المتحدة لفخامة الرئيس شي جين بينغ بالعاصمة أبوظبي، في زيارته التاريخية التي جرت بتاريخ 21 يوليو 2018، وأسفرت عن الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين من الإستراتيجية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وما تمخض عنها من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، رسمت من خلالها أشكالا جديدة للتنسيق والتعاون بين القيادتين، وحملت رسالة عالمية مفادها بأن الحكومتين تحملان رؤى تنموية عالمية وقيما إنسانية مشتركة.
كما تصادف الزيارة احتفالات الدولتين بمرور 35 عاما على تأسيس العلاقات الثنائية، وهي مناسبة تحمل خصوصية وقيمة عاليتين لدى الجانبين، لما تمثله تلك العلاقة من انسجام في الرؤى والإستراتيجيات الاقتصادية وتناغم في المواقف السياسية المبنية على إرساء السلام والاستقرار العالمي، وتحقيق التنمية المستدامة والانفتاح.
وبناء على تلك الشراكة ومخرجاتها، ننظر من جانبنا بتفاؤل وترقب لمخرجات الزيارة الحالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “حفظه الله“، التي تحتوي أجندتها على محادثات رسمية مع فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ ومع الرموز السياسية والاقتصادية في جمهورية الصين الشعبية، كما سيتخلل الزيارة اجتماعات بين رجال الأعمال والاقتصاديين من كل من البلدين لمناقشة سبل التعاون واستكشاف مجالاته الجديدة.
لقد عرفنا بأن التعاون بين البلدين اختزلته مجموعة كبيرة من الاتفاقيات المبرمة سابقا وما أضيف لها في الصيف الماضي من اتفاقات ومذكرات تفاهم شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها، كما تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة محطة مهمة للأعمال والتجارة الصينية، حيث تعد بوابة العبور لـ60% من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتخذ نحو 4200 شركة صينية من إمارات الدولة مقرا لممارسة أنشطتها التجارية، إضافة إلى أكثر من 300 ألف مواطن صيني يقيمون ويعملون في الإمارات العربية المتحدة، كما يشهد التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعا تصاعديا حيث من المتوقع أن يتجاوز في العام القادم 2020 ما قيمته 70 مليار دولار.
وعلى المستوى الثقافي والتعليمي أبرمت المنظومتان التعليميتان في كل من البلدين، على مستوى القطاعين العام والخاص، مجموعة من الاتفاقيات في مجال التبادل الأكاديمي والمعرفي، إلى جانب العديد من النشاطات الثقافية المتبادلة التي توالت طيلة السنوات السابقة بهدف تحقيق التقارب بين الثقافتين والشعبين، بالإضافة إلى التطور الذي طرأ على القطاع السياحي بين الدولتين والذي تأثر إيجاباً وبشكل ملحوظ بعد قرار إعفاء مواطني الصين من شرط الحصول على التأشيرة في عام 2016، حيث تجاوز عدد الزوار الصينيين المليون و100 ألف زائر سنويا، كما وصل عدد الرحلات الأسبوعية لشركات الطيران في البلدين إلى 150 رحلة.
ومن ناحية أخرى، تعد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين في أفضل حالاتها نظرا لمجموعة كبيرة من الأسباب، أهمها الأسس التي أرسيت عليها دعائمها، والمتمثلة بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه“، الذي أدرك ببصيرته وبعد نظره أهمية هذا البلد مستقبلا فمنحه اهتمامه وزيارته التاريخية، وأوصى بالحفاظ على علاقات طيبة معه تستند على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، مما يفسر اهتمام القيادة الرشيدة بهذه العلاقات، والذي تجسده الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات.
ومن خلال كل تلك المعطيات يمكننا الجزم بأن هذه الزيارة التاريخية ستنقل العلاقات الإماراتية–الصينية إلى آفاق جديدة، تخزن فيها الصين مجالات جديدة ومتنوعة للتعاون، لا سيما أن العالم مقبل على واقع جديد تحكمه تقنيات وعلوم متطورة، سيتمخض عنها صناعات ومنتجات حديثة تختلف عن التي يستخدمها العالم اليوم، وترتبط بشكل أساسي بالعالم الرقمي والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء، التي تسعى الصين لأن تكون من روادها، مما يتطلب وجود شركاء لها على درجة عالية من الكفاءة والثقة كقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتخذ من الابتكار نهجاً لإدارة الدولة ومن الخير والتسامح أسماء لأعوامها.
مبعوث صيني: الصين والإمارات تشهدان أفضل علاقات ثنائية في التاريخ
قال دبلوماسي صيني كبير إن الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة تتمتعان “بأفضل فترة” في التاريخ الآن. وأضاف ني جيان السفير الصيني لدى الإمارات لوكالة أنباء الإمارات الرسمية في مقابلة حصرية “هذا العام يمثل الذكرى الـ35 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات. علاقاتنا الآن في أفضل فتراتها في التاريخ.” واستطرد السفير أنه في منطقة الشرق الأوسط، تتمتع الإمارات “بأعمق وأوسع تعاون مع الصين وأكثر إثمارا أيضا.”
خبيرة صينية لـ “العين الإخبارية“: الإمارات شريك أساسي بالمنطقة
أكدت الدكتورة وانغ جين يان الأستاذة بمعهد غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك لا غنى بالنسبة للصين في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت وانغ في حديث خاص لـ“العين الإخبارية“، “إن الصين تعد الإمارات دولة هامة جدا في منطقة الشرق الأوسط من حيث الموقع الإستراتيجي وحجم التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين وكذلك كونها شريكا هاما لا غنى عنه في الشرق الأوسط ومبادرة الحزام والطريق“.
(resource from ecns.cn)